يقول قارئ: أبلغ من العمر 25 عاما، وعند سن العاشرة سافر والدى إلى إحدى الدول العربية للعمل هناك على أن تلحق الأسرة به.
وكنت سعيدا وقتها لركوب الطائرة، وبعد أول مرة لركوب الطائرة، أخاف من موعد السفر ومنذ أول رحلة.
وحتى الآن وعند ركوبى الطائرة أشعر بضربات قلب شديدة وعرق شديد ورعشة داخل جسمى وكانت محتملة فى أول الأمر ولكن أصبحت مزعجة إلى الحد الذى وصل إلى رفضى السفر بالطائرة بشكل أصبح يعوق استمرارى فى عملى الذى يتطلب السفر كل فترة فماذا أفعل؟.
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة هبة عيسوى أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلة: ما يصيب هذا الشاب عند ركوبة الطائرة هو ما يعرف بفوبيا ركوب الطائرات.
وهو من الأمراض النفسية المنتشرة والفوبيا مرض لا يستخف به وعادة ليس له أسباب منطقية بل مجرد تصورات ولكن قد يقوم على تجارب مؤلمة فى الماضى.
وقد تظهر أعراض المرض على هيئة أعراض جسمانية مثل: زيادة ضربات القلب تزيد سرعة ضربات القلب إلى 200 دقة فى الدقيقة عن المعدل الطبيعى ما بين 60 إلى 80 دقة فى الدقيقة، يستجيب الجسم لذلك بارتفاع ضغط الدم أو الغثيان وآلام فى العضلات والإمساك مع جفاف بالحلق.
ومن أعراض الفوبيا زيادة إفراز العرق على الجلد مع رعشة، كما يظهر ما يسمى بالقشعريرة اللاإرادية لشعر البشرة حيث يقف شعر الجلد لا إراديا
فى حالة الخوف تزيد حركة الأمعاء، كما تظهر متاعب فى المعدة يؤدى إلى الإسهال وزيادة الرغبة فى التبول .
..ولعلاج الفوبيا ينقسم العلاج إلى العلاج السلوكى والعلاج الدوائى. ويمكن اختصار العلاج السلوكى فى النقاط التالية : 1. المواجهة لمصدر الخوف بشكل متدرج 2. تحديد مصدر الأمان للشخص ويكون بمثابة التطمين فى حالة الخوف.
3. الرجوع للفكرة الأساسية النابعة منها مشاعر الخوف . فالشى الذى تخاف منه ليس سبباً مباشراً للخوف إنما ما تدركه عن هذا الشيء هو سبب هذا الخوف.. فمثلاً ركوب الطائرة ليس كل من ركب الطائرة يخاف منها ولكن هناك من يخاف منها لأنه يدرك أن نسبة حدوث الخطر فى الطائرة أكبر منه فى السيارة مثلاً ..
4. فى الغالب مشاعر الخوف تحتاج لمراجعة مختص نفسى لأن الأمر يحتاج علاجا للأفكار العميقة المسببة لهذا الخوف عن طريق جلسات الاسترخاء والتدرج فى المواجهة .
ويتجه العلاج الدوائى إلى المهدئات مثل الزولام أو الزانكس فى الحالة الحادة.
وتستعمل بشكل مؤقت فى بداية العلاج أو عند اللزوم فقط ولا ينصح بتناولها إلا تحت إشراف الطبيب المعالج.وتستعمل ـ مثبطات ارتجاع السيروتونين مثل سرترالين أو الفلوفوكسامين أو الباروكستين.
الكاتب: عفاف السيد
